للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب - جوار ملاعب الأسنة لأصحاب رسول الله :

٣٩٧ - من حديث كعب بن مالك قال: (جاء ملاعب الأسنة إلى النبي بهدية، فعرض عليه الإِسلام فأبى أن يسلم، فقال النبي فإني لا أقبل هدية من مشرك، قال: فأبعث إلى أهل نجد من شئت فأنا لهم جار، فبعث إليهم بقوم فيهم المنذر بن عمرو، وهو الذي يقال له -المعتق ليموت -أو -أعتق عند الموت-، فاستجاش (١) عليهم عامر بن الطفيل بني عامر فابوا أن يطيعوه، وأبوا أن يخفروا ملاعب الأسنة، فاستجاش عليهم بني سليم، فأطاعوه، فاتبعهم بقريب من مائة رجل رام فأدركهم ببئر معونة، فقتلوهم إلا عمرو بن أمية" (٢).

٣٩٨ - من حديث أنس قال: "جاء ناس إلى النبي فقالوا: أن ابعث معنا رجالًا يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلًا من الأنصار يقال لهم القراء فيهم خالي حرام، يقرأون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي إليهم، فعرضوا لهم فقتلوهم، قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا، أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا، قال: وأتى رجل حرامًا خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله لأصحابه: (إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم! بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك، فرضينا عنك ورضيت عنا) (٣) ".


(١) استجاش: طلب لهم الجيش وجمعه.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: ٩٧٤١، والطبراني في الكبير: ١٩/ ٧٠ - ٧٢ رقم: ١٣٨، ١٣٩، ١٤٠، وقال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٢٦ - ١٢٧، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد رقم: ٦٧٧، ص: ١٥١١ طبعة فؤاد عبد الباقي، وأبو نعيم في الدلائل: ص: ٥١٣، والبيهقي في الدلائل: ٣/ ٣٤٧.

<<  <   >  >>