للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمركم بعد) فقالوا: يا رسول الله أوحي من السماء، فالتسليم لأمر الله أو عن رأيك وهواك فرأينا نتبع هواك ورأيك، فإن كنت إنما تريد الإبقاء علينا فوالله لقد رأيتنا وإياهم على سواء، ما ينالون منا ثمرة إلا شراء أو قرى، فقال رسول الله : (هوذا تسمعون ما يقولون)، قالوا: غدرت يا محمَّد، فقال حسان بن ثابت :

يا جار من يغدر بذمة جاره ..... منكم فإن محمدًا لا يغدر

وأمانة المري حين لقيتها … كسر الزجاجة صدعها لا يجبر

إن تغدروا فالغدر من عاداتكم … واللؤم ينبت في أصول السخبر (١)

[٤ - قتل علي بن أبي طالب عمرو بن عبدود العامري]

٤٣٨ - من حديث ابن عباس قال: "قتل رجل من المشركين يوم الخندق فطلبوا أن يواروه فأبى رسول الله حتى أعطوه الدية، وقتل من بني عامر بن لؤي عمرو بن عبدود، قتله علي بن أبي طالب مبارزة" (٢).

وقد جاءت قصة مبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبدود العامري مفصلة عند ابن إسحاق في السيرة مستقصاة ومستوفاة، إلا أنها مرسلة، ولم يصل بها ابن إسحاق إلى صحابي روى هذا الحديث، ولذلك لم أورد التفاصيل هنا، واقتصرت على ما ثبت عن ابن عباس ، من أن قاتل عمرو بن عبدود العامري هو علي بن أبي طالب كما مر في الحديث السابق، الذي أوردناه.

هذا ما وصلت إليه بعد بذل الجهد فقد بحثت عن إسناد لهذا الحديث مفصلًا فلم أصل إلى ذلك، فاقتصرت على ما مضى، والله تعالى أعلم، فليس كل ما أورده أهل السير وأخذ مأخذ المسلمات ثبت عند أهل الحديث والمحدثين، فاعلم هذا أخي القارئ بارك الله فيك.


(١) كشف الأستار عن زوائد البزار رقم: ١٨٠٣ وقال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٣٢ رواه البزار والطبراني ورجال البزار والطبراني فيهما محمَّد بن عمرو وحدثه حن وبقية رجاله ثقات، والسخبر: شجر تألفه الحيات فتسكن في أصوله.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك: ٣/ ٣٢ وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وقد جاء أيضًا من حديث ابن شهاب الزهري وهو مرسل عند الحاكم: ٣/ ٣٢ وقال إسناد هذا المغازي صحيح على شرط الشيخين، قد أورد الآثار عن ابن إسحاق الحاكم: ٣/ ٢٣ - ٣٤، فانظر هناك إن أحببت الاستزادة.

<<  <   >  >>