للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦٢٩ - ومن حديث عبد الله بن جعفر أيضًا قال: بعث رسول الله جيشًا استعمل عليه زيد بن حارثة وقال: (فإن قتل زيد، فأميركم جعفر، فإن قتل، واستشهد، فأميركم عبد الله بن رواحة)، فلقوا العدو فأخذ الراية زيد، فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر، فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد، ففتح الله عليه.

وأتى خبرهم النبي ، فخرج إلى الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال: (إن إخوانكم لقوا العدو، وإن زيدًا أخذ الراية، فقاتل حتى قتل، أو استشهد، ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب، فقاتل حتى قتل، أو استشهد، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، فقاتل حتى قتل، واستشهد ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد، ففتح الله عليه).

فأمهل ثم أمهل آل جعفر ثلاثًا أن يأتيهم، ثم أتاهم فقال: (لا تبكوا على أخي بعد اليوم، ادعوا إلى بني أخي)، قال: فجيء بنا كأنا أفرخ، فقال: (ادعوا إليَّ الحلاق فجيء بالحلاق، فحلق رؤوسنا ثم قال: (أما محمَّد فشبيه عمنا أبي طالب، وأما عبد الله فشبيه خلقي وخُلقي)، ثم أخذ بيدي فأشالها (١)، فقال: (اللهم اخلف جعفرًا في أهله، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه). قالها ثلاث مرات، قال: فجاءت أمنا تفرح له (٢).

فقال: (العيلة تخافين عليهم، وأنا وليهم في الدنيا والآخرة) (٣).


(١) أشالها: رفعها.
(٢) تفرح له: أي كأنها أردات أن أباهم توفي ولا عشيرة لهم.
(٣) أخرجه أحمد في المسند: ١/ ٤٠٢، وإسناد صحيح على شرط مسلم، وروى أبو داود في كتاب الترجل باب في حلق الرأس حديث رقم: ٤١٩٢، هو والنسائي في السنن الكبرى بعض من قوله وأمهل آل جعفر ثلاثًا وقال الهيمثي في المجمع: ٦/ ١٥٦، ١٥٧: رواه أحمد، والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح، وانظر تحفة الأشراف، حديث رقم: ٥٢١٦، ٤/ ٣٠٠.

<<  <   >  >>