للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل التاسع الأحداث من فتح مكة إلى غزوة تبوك]

[المبحث الأول: غزوة الفتح الأعظم فتح مكة]

[١ - سببها]

٦٣٤ - قال محمَّد بن إسحاق في المغازي: حدثني الزهري عن عروة بن الزبير، عن المسور بن محزمة ومروان بن الحكم أنهما حدثاه جميعًا قالا: "كان في صلح رسول الله يوم الحديبية بينه وبين قريش أنه من شاء يدخل في عقد محمَّد وعهده دخل، ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل" فتواثبت خزاعة، فقالوا: نحن ندخل في عقد محمَّد وعهده، وتواثبت بنو بكر، فقالوا: نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم، فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة والثمانية عشر شهرًا.

ثم إن بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم، وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله وعهده ليلًا بماء لهم يقال له: الوتير قريب من مكة، فقالت قريش: ما يعلم بنا محمَّد، وهذا الليل وما يرانا أحد، فأعانوهم بالكراع والسلاح، فقاتلوهم معه للطعن على رسول الله ، وأن عمرو بن سالم ركب إلى رسول الله عندما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير حتى قدم المدينة على رسول الله يخبره الخبر وقد قال أبيات شعر، فلما قدم على رسول الله أنشده إياها:

يا رب إني ناشد محمدًا … حلف أبينا وأبيه ألا تلدا (١)

قد كنتم ولدًا وكنا والدًا .. . ثمت أسلمنا فلم ننزع يدًا (٢)

فانصر رسول الله نصرًا أعتدا (٣) … وادع عباد الله يأتوا مددًا (٤)


(١) الأتلد: القديم.
(٢) وننزع يدًا: لم ننقض عهدنا فنرجع عن الإِسلام.
(٣) نصرًا أعتدا: أي حاضرًا.
(٤) المدد: العون.

<<  <   >  >>