للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: غزوة حنين شوال سنة ثمان للهجرة]

قال تعالى ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (٢٥) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (٢٦) ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (١).

وحنين: واد إلى جنب ذي المجاز قريب من الطائف، وبينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا من جهة عرفات، قال أبو عبيد البكري: سمي باسم حنين بن قابثة بن مهلائيل (٢).

[١ - وقتها]

قال أهل المغازي: خرج رسول الله إلى حنين لخمس خلت من شوال، وبه قال ابن إسحاق في المغازي، وهكذا روي عن ابن مسعود، وبه قال عروة ابن الزبير، واختاره أحمد، وابن جرير في تاريخه.

وقيل لليلتين بقيتا من رمضان، وجمع بعضهم بأنه بدأ الخروج في أواخر رمضان، وسار سادس شوال، وكان وصوله إليها في عاشره، وبه قال الواقدي (٣).

[٢ - سببها]

٦٨٢ - قال ابن إسحاق: حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله وعمرو بن شعيب، والزهري وعبد الله بن أبي بكر ابن حزم وعبد الله بن المكرم بن عبد الرحمن الثقفي عن حديث حنين حين سار إليهم رسول الله وساروا إليه فبعضهم يحدث ما لا يحدث به بعض، وقد اجتمع حديثهم: "أن رسول الله لما فرغ من فتح مكة، جمع مالك بن عوف


(١) سورة التوبة: آية: ٢٥.
(٢) فتح الباري: ٨/ ٢٧.
(٣) فتح الباري: ٨/ ٢٧، سيرة ابن كثير: ٣/ ٦١٠.

<<  <   >  >>