للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحافظ في الفتح منها:

وفي الحديث (يعني حديث البراء بن عازب في ثبات النبي) من الفوائد: حسن الأدب في الخطاب، والإرشاد إلى حسن السؤال بحسن الجواب، وذم الإعجاب، وفيه جواز الانتساب إلى الآباء ولو ماتوا في الجاهلية، والنهي عن ذلك محمول على ما هو خارج الحرب، ومثله الرخصة في الخيلاء في الحرب دون غيرها، وجواز التعرض إلى الهلاك في سبيل الله، ولا يقال كان النبي متيقنًا للنصر لوعد الله تعالى له بذلك، وهو حق؛ لأن أبا سفيان بن الحارث قد ثبت معه آخذًا بلجام بغلته، وليس هو على اليقين مثل النبي .

وفيه ركوب البغلة إشارة إلى مزيد الثبات، لأن ركوب الفحولة مظنة الاستعداد للفرار والتولي، وإذا كان رأس الجيش قد وطن نفسه على عدم الفرار، وأخذ بأسباب ذلك كان ذلك أدعى لاتباعه على الثبات، وفيه شهرة الرئيس نفسه في الحرب مبالغة في الشجاعة وعدم المبالاة بالعدو" (١).

[٨ - اشتداد المعركة وقوله في ذلك]

٦٩٤ - من حديث جابر بن عبد الله: "أن رسول الله قال يوم حنين: (الآن حمي الوطيس)، ثم قال: (هزموا ورب الكعبة) (٢).

[٩ - رميه الحصى في وجوه الأعداء]

أ - قد سبق ذكر رمي الحصى من حديث ابن مسعود رقم: ٦٩١، ومن حديث العباس بن عبد المطلب رقم: ٦٩٢، وقد جاء أيضًا من حديث أبي عبد الرحمن الفهري في قصة حنين (٣).

٦٩٥ - وقد جاء أيضًا من حديث يزيد بن عامر السسوائي أنه قال: "عند انكشافة انكشفها المسلمون يوم حنين، فتبعتهم الكفار، فأخذ رسول الله قبضة


(١) فتح الباري: ٨/ ٣٢.
(٢) رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح كذا قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٨٢.
(٣) أخرجه أبو داود في الأدب باب في الرجل ينادي فيقول لبيك حديث رقم: ٥٢٣٣، أحمد: ٥/ ٢٨٦، وأبو داود الطيالسي: ٣٢٧٢، ٢/ ١٠٧، وقال الزرقاني في شرح المواهب: رواه الترمذي، وابن سعد وابن أبي شيبة، والطبراني وابن مردويه والبيهقي، ورجاله ثقات.

<<  <   >  >>