للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثامن: مشاركة النبي ﷺ في حلف الفضول]

٣٣ - من حديث عبد الرحمن بن عوف قال ﵇: شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحب أن لي حمر النعم، وأني أنكثه) (١).

وحلف الفضول هو كما قال محمد بن إسحاق: وتداعت قبائل من قريش إلى حلف، فاجتمعوا له في دار عبد الله بن جدعان، لشرفه وسنه.

وكان حلفهم عنده بنو هاشم وبنو عبد المطلب وبنو أسد بن عبد العزى، وزهرة ابن كلاب، وتيم بن مرة.

فتعاهدوا وتعاقدوا على أن لا يجدوا مظلومًا من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا كانوا معه، وكانوا على من ظلمه حتى يردوا عليه مظلمته.

فسَمَّت قريشًا ذلك الحلف حلف الفضول"

[المبحث التاسع: زواجه من خديجة وبيان عظم منزلتها]

٣٤ - من حديث ابن عباس ﵄: "أن رسول الله ﷺ ذكر خديجة، وكان أبوها يرغب عن أن يزوجه، فصنعت طعامًا وشرابًا، فدعت أباها وزُمَرًا من قريش، فطعموا وشربوا حتى ثملوا، فقالت خديجة لأبيها: "إن محمد ابن عبد الله يخطبني فزوجني إياه، فزوجها إياه، فخلقَتْهُ، وألبسته حلة، وكذلك كانوا يفعلون بالآباء، فلما سرى عنه سكره نظر، فإذا هو مخلَّق، وعليه حلَّة، فقال ما شأني؟ ما هذا؟ فقالت: زوجتني محمد بن عبد الله، قال: أزوج يتيم أبي طالب، لا لعمري. فقالت خديجة: أما تستحي، تريد أن تسفه نفسك عند قريش، تخبر الناس أنك كنت سكران؟ فلم تزل به حتى رضي) (٢).

٣٥ - ويؤيده ما جاء من حديث جابر بن سمرة ﵁ بنحو اللفظ


(١) أخرجه أحمد: ١/ ١٩٠، ١٩٣، وأبو يعلى رقم: ٨٤٤، ٨٤٥، ٨٤٦، والبزار كما في كشف الأستار: ١٩١٤، ٣٣٠٨. وقال الهيثمي في المجمع: ٨/ ١٧٢: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال حديث عبد الرحمن بن عوف رجال الصحيح". وقال الشيخ الساعاتي في الفتح الرباني: ٢١/ ٩ الحديث إسناده صحيح.
(٢) أخرجه أحمد في المسند: ١/ ٣١٢ والبيهقي في الدلائل: ٢/ ٧٣، مختصرًا والطبراني في الكبير رقم: ١٢٨٣٨. وقال الهيثمي: ٩/ ٢٢٠: رواه أحمد، والطبراني، ورجال أحمد والطبراني رجال الصحيح.

<<  <   >  >>