للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب، فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وإني والله لأرى رسول الله سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت. اذهب بنا إلى رسول الله فلنسأله فيمن هذا الأمر؟ إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا. فقال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده، وإني والله لا أسألها رسول الله " (١).

[١٠ - قوله ايتوني بكتاب أكتب لكم]

٨٨١ - من حديث ابن عباس أنه قال: "يومُ الخميس! وما يوم الخميس! ثم بكى حتى بل دمعه الحصى. فقلت (٢): يا ابن عباس! وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله وجعه. فقال: "ائتوني أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعدي" فتنازعوا، وما ينبغي عند نبي تنازع. وقالوا: ما شأنه؟ أهَجَرَ؟ استفهموه. قال: "دعوني. فالذي أنا فيه خير، أوصيكم بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم". قال: وسكت عن الثالثة. أو قالها فنسيتها" (٣).

وفي رواية "لما حُضر رسول الله وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب. فقال النبي "هلمَّ أكتب لكم كتابًا لا تضلون بعده". فقال عمر: إن رسول الله قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت، فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله


(١) أخرجه البخاري في المغازي باب مرضه ووفاته رقم: ٤٤٤٧، وفي الاستئذان باب المعانقة وقول الرجل: كيف أصبحت رقم: ٦٢٦٦، وقد أخرجه عبد الرزاق في المصنف: ٥/ ٤٣٥ رقم: ٩٧٥٤، وابن سعد في الطبقات: ٢/ ٢٤٥، وعزاه الحافظ ابن حجر في الفتح: ٨/ ١٤٢، للإسماعيلي عن الزهري عن عبد الله بن كعب به، إلا أن عبد الرزاق وابن سعد لم يصرحا باسم ابن كعب بن مالك .
(٢) القائل: هو سعيد بن جبير.
(٣) أخرجه البخاري في العلم باب كتابة العلم: ١١٤، والجهاد باب هل يستشفع إلى أهل الذمة: ٣٠٥٣، والجزية باب إخراج اليهود من جزيرة العرب: ٣١٦٨، والمغازي باب مرض النبي ووفاته: ٤٤٣١، ٤٤٣٢، والمرض: ٥٦٦٩، والاعتصام باب كراهية الاختلاف: ٧٣٦٦، ومسلم في الوصية باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه: ١٦٣٧، وأبو داود في الخراج والإمارة والفيء باب إخراج اليهود من جزيرة العرب: ٣٠٢٩، وعبد الرزاق برقم: ٩٧٥٧، والحميدي: ٥٢٦، وأحمد في المسند: ١/ ٢٢٢، ٣٢٤ - ٣٢٥, ٣٥٥، جميعًا من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

<<  <   >  >>