للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨٨٤ - ومن حديث عائشة قالت: (قال لي رسول الله في مرضه: "ادع لي أبا بكر، وأخاك، حتى أكتب كتابًا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى. ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر) (١).

وفي لفظ البخاري: "قالت عائشة: وارأساه، فقال رسول الله : "ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك". فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسًا ببعض أزواجك.

فقال النبي : "بل أنا وارأساه، لقد هممت -أو أردت- أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد، أن يقول القائلون، أو يتمنى المتمنون، ثم قلت: يأبى الله، ويدفع المؤمنون. أو يدفع الله، ويأبى المؤمنون".

وفي لفظ للإمام أحمد، قالت عائشة: "لما مرض رسول الله في بيت ميمونة، فاستأذن نساءه أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج رسول الله معتمدًا على العباس وعلى رجل آخر، رجلاه تخطان في الأرض -وقال عبيد الله فقال ابن عباس: أتدري من ذلك الرجل هو علي بن أبي طالب، ولكن عائشة لا تطيب لها نفسًا.

قال الزهري: فقال النبي وهو في بيت ميمونة لعبد الله بن زمعة: "مر الناس فليصلوا فلقي عمر بن الخطاب فقال: يا عمر صل بالناس. فصلى بهم، فسمع رسول الله صوته فعرفه، وكان جهير الصوت، فقال رسول الله : "أليس هذا صوت عمر؟ " قالوا: بلى، قال: "يأبى الله جلَّ وعزَّ ذلك والمؤمنون، مروا أبا بكر فليصل بالناس".

قالت عائشة: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق لا يملك دمعه، وإنه إذا قرأ القرآن بكى. قالت: وما قلت ذلك إلا كراهية أن يتأثم الناس بأبي بكر، أن يكون أول من قام مقام رسول الله ، فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس"، فراجعته. فقال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس، إنكن صواحب يوسف".


(١) أخرجه البخاري في المرض باب ما يرخص للمريض أن يقول إني وجع حديث: ٥٦٦٦، والأحكام باب الاستخلاف: ٧٢١٧، ومسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل أبي بكر: ٣٢٨٧، والطيالسي: ٢/ ١٦٨ - ١٦٩، حديث رقم: ٢٦٣١، وأحمد في المسند: ٦/ ٣٤، ٤٧، ١٤٤، وفضائل الصحابة ٢٠٥، ٢٢٦، ٦٠٠، وابن سعد في الطبقات: ٣/ ١٨٠، وابن أبي عاصم في السنة: ١١٥٦، ١١٦٣.

<<  <   >  >>