للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٢ - خطبة عمرو وأبي بكر بعد وفاة النبي ﷺ:

٩٠١ - من حديث عائشة ﵂ قالت: " … ولم أمرض أحدًا قبله. فبينما رأسه ذات يوم على منكبي، إذ مال رأسه نحو رأسي، فظننت أنه يريد من رأسي حاجة، فخرجت من فيه نطفة باردة، فوقعت على ثغرة نحري، فاقشعر لها جلدي، فظننت أنه غشي عليه، فسجيته ثوبًا.

فجاء عمر والمغيرة بن شعبة فاستأذنا، فأذنت لهما وجذبت إليّ الحجاب، فنظر عمر إليه فقال: واغشياه ما أشد غشي رسول الله ﷺ ثم قاما، فلما دنوا من الباب، قال المغيرة: يا عمر مات رسول الله ﷺ، قال: كذبت، بل أنت رجل تحوسك فتنة. إن رسول الله ﷺ لا يموت حتى يفني الله ﷿ المنافقين.

ثم جاء أبو بكر فرفعت الحجاب، فنظر إليه وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات رسول الله ﷺ، ثم أتاه من قبل رأسه فحدر فاه، وقبل جبهته ثم قال: وانبياه، ثم رفع رأسه ثم حدر فاه وقبل جبهته، ثم قال: واصفياه، ثم رفع رأسه وحدر فاه وقبل جبهته وقال: واخليلاه مات رسول الله ﷺ.

فخرج إلى المسجد، وعمر يخطب الناس ويتكلم ويقول: إن رسول الله ﷺ لا يموت حتى يفني الله ﷿ المنافقين، فتكلم أبو بكر: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله ﷿ يقول ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ حتى فرغ من الآية. ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ حتى فرغ من الآية فمن كان يعبد الله غز وجل، فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، فقال عمر: وإنها لفي كتاب الله ما شعرت أنها في كتاب الله، ثم قال عمر: يا أيها الناس هذا أبو بكر وهو ذو شيبة المسلمين فبايعوه فبايعوه" (١).

٩٠٢ - من حديث عائشة وابن عباس ﵄: "أن أبا بكر رضي الله


(١) أخرجه أحمد: ٦/ ٣١، مختصرًا: ٦/ ٢١٩ - ٢٢٠، مطولًا والترمذي في الشمائل برقم: ٣٧٣، وأبو يعلى: ٤٨، وابن سعد: ٢/ ٢٦٧، وفيه يزيد بن بابنوس ما روى عنه غير أبي عمران الجوني، وقال الدارقطني: (لا بأس به) وذكره ابن حبان في الثقات فهو حسن الإسناد إن شاء الله تعالى.

<<  <   >  >>