للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧٤ - من حديث ابن عباس ﵄ أيضًا قال: "قالت قريش لليهود أعطونا شيئًا نسأل عنه الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فنزلت: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلا قَلِيلًا﴾.

قالوا: نحن لم نؤت من العلم إلا قليلًا، وقد أوتينا التوراة فيها حكم الله، ومن أوتي التوراة، فقد أوتي خيرًا كثيرًا، فنزلت: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾ (١) (٢).

[المبحث السابع: اشتداد إيذاء قريش للنبي]

[١ - أبو جهل بن هشام يزعم أنه يطأ عنق الرسول]

٧٥ - من حديث أبي هريرة ﵁ قال: "قال أبو جهل: هل يعفر محمَّد وجهه بين أظهركم؟. قال: فقيل: نعم.

فقال: واللات والعزى! لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرنَّ وجهه في التراب. قال فأتى رسول الله ﷺ وهو يصلي، زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه. قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار وهولا وأجنحة.

فقال رسول الله ﷺ: (لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا) (٣).

٧٦ - ومن حديث ابن عباس ﵄ قال: "قال أبو جهل لئن رأيت محمدًا يصلي عند الكعبة لآتينه حتى أطأ على عنقه، قال: فقال ﵇: (لو فعل لأخذته الملائكة عيانًا، ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا، ورأوا مقاعدهم في


= وابن جرير الطبري في التفسير:١٥/ ١٠٨ وصححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند برقم: ٢٣٣٣.
(١) سورة الكهف: ١٠٩.
(٢) رواه أحمد في المسند: ١/ ٢٥٥، والترمذي في التفسير، باب سورة بني إسرائيل رقم: ٣١٤٠، وقال: حسن صحيح غريب، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٥٣١، وقال: صحيح الإسناد، وأقره الذهبي، وصححه أحمد شاكر برقم: ٢٣٠٩.
(٣) رواه مسلم في كتاب صفات المنافقين، باب قوله: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى﴾ رقم: ٢٧٩٧، وأحمد: ٢/ ٣٧٠، وابن كثير في تفسيره: ٤/ ٥٢٩، وقال: رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن أبي حاتم، وابن جرير في التفسير: ٣٠/ ٢٥٦، والبيهقي دلائل النبوة: ١/ ٤٣٨.
يعفر وجهه: أي يسجد ويلصق وجهه بالعفر وهو التراب.
فجأهم: بغتهم.
ينكص على عقبيه: رجع يمشي إلى ورائه.

<<  <   >  >>