للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله لرجعوا لا يجدون مالًا ولا أهلًا) (١).

٧٧ - ومن حديث ابن عباس قال: كان النبي يصلي فجاء أبو جهل: فقال: "ألم أنهك عن هذا؟ ألم أنهك عن هذا؟ فانصرف النبي فزبره، فقال: أبو جهل: إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني، فأنزل الله تعالى ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾. قال ابن عباس: لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله" (٢).

[٢ - فعل أبي لهب]

٧٨ - من حديث ربيعة بن عباد الديلي: وكان جاهليًّا أسلم قال:

"رأيت رسول الله بصر عيني بسوق ذي المجاز يقول: يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، ويدخل في فجاجها والناس متقصفون عليه، فما رأيت أحدًا يقول شيئًا، وهو لا يسكت يقول: يا أيها الناس، قولوا لا إله الله تفلحوا، إلا أن وراءه رجلًا أحول وضيء الوجه ذو غديرتين يقول: إنه صابىء كاذب، فقلت من هذا؟ قالوا: محمَّد بن عبد الله، وهو يذكر النبوة. قلت: ومن هذا الذي يكذبه، قالوا عمه أبو لهب. قلت: "يعني ابن أبي الزناد إنك كنت يومئذ صغيرًا؟ قال: لا والله، إني يومئذ لأعقل".

وفي رواية أخرى: "قال: إني لمع أبي، رجل شاب أنظر إلى رسول الله يتبع القبائل، ووراءه رجل أحول وضيء ذو جمة، يقف رسول الله على القبيلة ويقول: (يا بني فلان، إني رسول الله إليكم آمركم، أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأن تصدقوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به).

فإذا فرغ رسول الله من مقالته قال الآخر من خلفه: يا بني فلان، إن هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى، وحلفاءكم من الجن بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له، ولا تتبعوه. فقلت لأبي من هذا؟ قال: عمه أبو لهب" (٣).


(١) رواه البخاري في التفسير: تفسير سورة العلق، باب: ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ﴾، رقم: ٤٩٥٨، فتح الباري: ٨/ ٧٢٤ والترمذي: ٣٣٤٨ في التفسير: تفسير سورة العلق، وقال: حسن صحيح غريب، وأحمد، انظر الفتح الرباني: ٢٠/ ٢٣، وقال الهيثمي: ٨/ ٢٢٨: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.
(٢) رواه الترمذي في التفسير، باب تفسير سورة العلق رقم: ٣٣٤٩، وقال حسن صحيح غريب، وابن جرير في التفسير:٣٠/ ٢٥٦، وقال الهيثمي في المجمع: ٧/ ١٣٩ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(٣) رواه أحمد في المسند:٣/ ٤٩١ - ٤٩٢،٤٩٣، ٤/ ٣٤١، وسنده حسن، وقال الشيخ الساعاتي في الفتح =

<<  <   >  >>