للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩٩ - ومن حديث شريح بن عبيد قال: قال عمر بن الخطاب:

خرجت أبغي رسول الله ﷺ قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، قال فقرأ ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ﴾ قلت كاهن قال ﴿وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٤٢) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ إلى آخر السورة، قال فوقع الإِسلام من قلبي كل موقع) (١).

قلت: وأما الروايات الأخرى في قصة إسلام عمر فلم أجد فيها رواية صحيحة غير مطعون فيها، فمنها الشاذ والمنكر، ومنها ما في إسنادها ضعفاء وغير ذلك، وهذه الرواية التي ذكرت أقرب الروايات إلى الصحة، ومع ذلك فهي مرسلة وإسنادها كل رجاله ثقات وشريح بن عبيد الذي أرسل هذه القصة ثقة كما جاء في ترجمته في (تهذيب التهذيب، والتقريب) (٢).

[عمر يشهر إسلامه والعاص يجيره من أذى قريش]

١٠٠ - من حديث عبد الله بن عمر ﵄ قال:

(لما أسلم عمر قال: أي قريش أنقل للحديث؟ فقيل له: جميل بن معمر الجمحي، فغدا عليه. قال عبد الله: وغدوت أتبع أثره وأنظر ما يفعل، وأنا غلام أعقل كل ما رأيت.

حتى جاءه فقال له: أعلمت يا جميل أني أسلمت، ودخلت في دين محمَّد ﷺ؟

قال: فوالله ما راجعه حتى قام يجر رداءه، واتبعه عمر، واتبعته أنا، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، وهم في أنديتهم حول الكعبة. ألا أن ابن الخطاب قد صبا.

قال: يقول عمر من خلفه: كذب، ولكني قد أسلمت، وشهدت أن لا إله


(١) قال الهيثمي: ٩/ ٦٢: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر أحمد في المسند.
(٢) التقريب: ١/ ٣٤٩ التهذيب: ٤/ ٣٢٨.

<<  <   >  >>