للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حديث العيد]

أذيعت من دمشق سنة ١٩٤٦

أرأيتم الجيش يوم العرض؟ حيث يمر الجنود متتابعين متشابهين، مشيتهم واحدة ولبستهم واحدة، لا يمتاز فرد منهم عن فرد، ثم يأتي ضابط أو رئيس يختال في مشيته ويزهى بأوسمته، فينتبه الناس إليه وتنصبّ الأنظار عليه؟

كذلك الأيام يا إخوان.

إنها تمر متتابعة متشابهة لا يكاد يختلف يوم منها عن يوم، ثم يأتي العيد فتراه يوماً ليس كالأيام، وترى نهاره أجمل، وتُحس المتعة به أطول، وتُبْصِر شمسه أضوأ، وتجد ليله أهنأ. وما اختلفت في الحقيقة الأيام في ذاتها، ولكن اختلف نظرنا إليها؛ نسينا في العيد متاعبنا فاسترحنا، وأبعدنا عنا آلامنا فهنئنا، وابتسمنا للناس وللحياة فابتسمت لنا الحياة والناس، وقلنا لمن نلقى أطيب القول: «كل عام وأنتم بخير»، فقال لنا أطيب القول: «كل عام وأنتم بخير» (١).


(١) إن لم يكن بدٌّ من هذا التعبير فاحذفوا واو «وأنتم» قولوا: «كلَّ عام أنتم بخير».

<<  <   >  >>