للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نحن أعطيناهم الجنود الذين حاربونا بهم: أبناءنا؛ قلنا لهم: خذوهم وخذوا بناتنا فعلموهم في مدارسكم، ونشّئوهم على مبادئكم، واستعمروا عقولهم كيف شئتم؛ فجعلوا من أبنائنا عدواً لنا. يا أيها القراء في مشارق الأرض ومغاربها، اعلموا أن الذي ضرب الشام بالمدافع (بإذن أوليفا روجه وأمره) إنما هو رجل شامي ومسلم وابن شيخ واسمه علاء الدين الإمام!

* * *

فهل استيقظنا؟ إذا لم توقظنا هذه المدافع المدويّة، إن لم ينبهنا لذع النار، فما والله يوقظنا شيء.

هل علمتنّ -يا آنساتي ويا سيداتي الآن- أن هذا (الكتالوج) إنما هو «ديناميت» إن احتفظتنّ به في دوركن دمر الدور وأهلها؟ وأنكن حين تكشفن عن شيء من مواطن الفتنة في أجسامكن إنما تكشفن للعدو قلعة من قلاع الوطن، لأن كشفها يفسد أخلاق الشباب فتذهب رجولتهم، ويفقدهم روح الكفاح، ويشغلهم عن الحرب بالحب؟ وأن هذا الأحمر على خدودكن وشفاهكن إنما هو دم الشهداء، لولاه ولولا أشباهه ما تمكن العدو منا، وما كان ليغلبنا لولا أن أضاع علينا أخلاق صحرائنا، وشغلنا عنها بكن، وشغلكن بهذا الأحمر عن كل واجب عليكن؟

هل علمتم -أيها الآباء- أن من يضع ابنه في مدرسة عدوه إنما يخون وطنه ودينه وربه؟ وهل سمعتم -أيها القراء- اللعنة التي أطلقها في الشام خطباءٌ على المنابر وأئمةٌ في المحاريب، فتجاوبت بصداها الأودية والشعاب:

<<  <   >  >>