للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جربت ذلك بنفسي. أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي من أكثر من ثلاثين سنة، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إذا كان في يدي مال، ولم أدخر في عمري شيئاً، وكانت زوجتي تقول لي دائماً: "يا رجل، وفر واتخذ لبناتك داراً على الأقل"، فأقول: "خليها على الله". أتدرون ماذا كان؟

لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادّخره لي في «بنك» الحسنات الذي يعطي أرباحاً سنوية قدرها سبعون ألفاً في المئة. نعم! {كَمَثَلِ حَبّةٍ أنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ في كُلِّ سُنبُلَةٍ مِئَةُ حَبّة} وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح {واللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يشاءُ}، فأرسل الله صديقاً لي سيداً كريماً من أعيان دمشق (١) فأقرضني ثمن الدار وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين (٢) فبنوا الدار حتى كملت وأنا -والله- لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارّة عليها من الطريق، ثم أعان الله برزق حلال لم يكن محتسَباً فوفيت ديونها جميعاً. ومَن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء.

وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرّجه الله عني، ولا احتجت لشيء إلا جاءني، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا «البنك».

فهل في الدنيا عاقل يعامل «بنك» المخلوق الذي يعطي ٥% ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق أو طيرته قنبلة، ويترك


(١) هو الأستاذ السيد سعيد حمزة، نقيب الأشراف.
(٢) الإخوان الكرام الشيخ عبد القادر العاني والسيد سهيل الخياط والسيد فخري الحسني.

<<  <   >  >>