للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الفقراء المدقعين، وليس فيه علماء كبار جداً، ولكن ليس فيه أيضاً أمية طاغية وجهالة منتشرة. أما مصر ففيها أشد الغنى وأشد الفقر، وفيها العلم والجهل، والقصور والأكواخ، بل إن فيها شارعاً واحداً في أوله الملاهي والمسارح فكأنك منه في باريس، وفي أوسطه البنوك والمصارف فكأنه من نيويورك، وآخره كأنه شارع من شوارع الرقّة أو الميادين (١).

والترام في الشام هدف كل مظاهرة وغاية كل إضراب، فإن كان للطلاب مطلب من المعارف أحرقوا الترام، وإن شكا الناس من سوء الخبز أو كثرة الضرائب حطموا الترام، لأنه رمز السيادة الاقتصادية الأجنبية (٢)، وأهل الشام لا يحتملون لأجنبي سيادة لا في الحكم ولا في المال.

* * *

إن حديث الترام طويل ووقت الحديث قصير، وقد استنفدته كله وزدت عليه، وأنا أرجو -إن أمللتكم- عفوَكم، وأشكر لكم على سماعه صبرَكم، والسلام عليكم.

* * *


(١) الميادين والرقة مدينتان على الفرات (مجاهد).
(٢) كذا كان، والترام اليوم -ككل شيء في الشام- هو بحمد الله ملك لنا وحدنا.

<<  <   >  >>