للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب قونية.

لما توفي والده اتفق أهل المملكة على سلطنته فوليها وهو شاب فاشتغل باللهو واللّعب فاختل عليه قانون ملكه وطمع فيه مع كثرة عساكره، فقصد التتار وصاحبهم باجو (١) مدينة أرزن الروم وأخذوها وأخذوا منها أموالا عظيمة، فأشاروا عليه بتجنيد العساكر، فحشر وحشد وجند وسار بهم إلى عسكر التتار فانكسر وتشرّد عسكره وأسرت أمه.

ذكروا أنه لما سار للقاء المغول استصحب معه من الخمور وآلاتها، وآلات الطرب والقردة، لأنه كان يحبّها، ما حمله على خمسمائة جمل. وكانت وفاته في شهور سنة ثلاث وأربعين وستمائة.


= المستعصم بالله سنة «٦٤١ هـ‍» - ص ١٨٥ - وذكر أن وفاته كانت سنة «٦٤٣ هـ‍» - ص ٤٣٧ - وقال في - ص ٤٤٧ - : «كان السلطان غياث الدين مقبلا على المجون وشرب الشراب، غير مرضي الطريقة، منغمسا في الشهوات الموبقة، تزوج ابنة ملك الكرج فشغفه حبها وهام بها إلى حد أن أراد تصويرها على الدراهم، فأشير عليه أن يصور صورة أسد عليه شمس، لينسب إلى طالعه ويحصل به الغرض، وخلف غياث الدين ثلاثة بنين: عزّ الدين وامّه رومية ابنة قسيس وركن الدين وامّه أيضا رومية وعلاء الدين وامّه الكرجية، فولي السلطنة عزّ الدين وهو الكبير وحلف له الامراء وخطب له على المنابر وكان مدبره والأتابك الأمير جلال الدين قرطاي، رجل خيّر دين صائم الدهر ممتنع عن أكل اللّحم ومباشرة النساء، لم ينم في فراش وطي وإنما كان نومه على الصناديق في الخزانة، أصله رومي وهو من مماليك السلطان علاء الدين وتربيته وكان له الحرمة الوافرة عند الخاص والعام»). وذكره الذهبي في ذيل ترجمة أبيه من سير أعلام النبلاء وكان في ط ١ قيقباذ فصوّبناه، وقد تقدّمت ترجمة أبيه في «الغالب وعلاء الدين» وتقدّمت ترجمة جدّه آنفا.
(١) (في مختصر الدول - ص ٤٤٠ - أنه «جرماعون نوين» وهو الأولى بالصحة. أما باجو أو بايجو فقد جهزه هولاكو إلى بلاد الروم سنة «٦٥٤ هـ‍» كما في دول الإسلام ج ٤ ص ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>