للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من البيت المعروف بالرئاسة والتقدم. وكان فخر الدين من العلماء الأدباء، سمع من القاضي محمد بن عمر الأرموي وله إجازات من الأئمة العلماء. رتب أولا حاجب الحجاب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، ثم [ولي] صدرية المخزن سنة سبع وثمانين ثم وكله الإمام الناصر مضافا الى نظره بالمخزن، ثم عزل سنة تسعين.

وكان مولده في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وتوفي يوم الثلاثاء سادس شهر رجب سنة ست عشرة وستمائة ودفن بالشونيزية، أنشد له شيخنا تاج الدين في كتاب «الروض الناضر»:

للناصر بن المستضيء يد ... تنجو بسيل نوالها الغدق

فبسؤر أنعمه يغرّقنا ... وبسو ..


- الدبيثي ص ١٦٩ والتكملة ٤٦٩/ ٢: ١٦٧٨ والوافي ٢٩٠/ ١٢. قال ياقوت الحموي: وحدثني الوجيه المبارك بن المبارك ابن الدهان - رح - قال: دخلت يوما الى فخر الدين أبي علي الحسن بن هبة الله الدوامي، وهو من علمت أدبا وفضلا، وحسن بشر، وكرم سجية، فجلسنا نتذاكر الشعراء الى أن انتهى بنا الكلام الى البحتري فأنشد قوله في الفتح بن خاقان:
هب الدار ردّت رجع ما أنت قائله ... وأبدى الجواب الربع عما تسائله
ولما حضرنا سدّة الأذن أخرت ... رجال عن الباب الذي أنا داخله
بدا لي محمود السجية شمّرت ... سرابيله عنه وطالت حمائله
(وذكر ستة أبيات اخرى)، فهش الجميع وأخذ كل منهم يصف حسن ألفاظها ورشاقة معانيها وجودة مقاصدها، وجعلوا يقولون: هذا هو السهل الممتنع والفضل المتسع، والديباج الخسرواني والزهر الأنيق، وأطنبوا في ذلك وحق لهم فقلت ارتجالا:
لمن تنظم الاشعار والناس كلهم ... سواسية إلاّ امرؤ أنا جاهله
ولو علموا أن اللهى تفتح اللها ... دروا أن ذا الشعر ابن خاقان قائله)

<<  <  ج: ص:  >  >>