للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من علماء الخلفاء الراشدين! ونبلاء السادة الأئمة المهديّين! الذي رفع الله به منار الدين! وقمع به شعار الملحدين! وله في ذلك كتاب مصنّف، امّه تمني، ومولده بالقصر الحسني في رابع عشر صفر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ونشأ على أحسن قاعدة، وحفظ القرآن الكريم واشتغل بالأدب وكانت لوالده خزانة كتب كانت وصلته من جهة أبي بكر محمد بن يحيى الصولي فكان يكثر مطالعتها وكان يمنّي نفسه بالخلافة، فسعت به أخته الى الطائع لله فأراد القبض عليه، وكان يومئذ في دار له بالحريم الطاهريّ، فأعمل الحيلة وانحدر في سفينة الى البطائح عند مهذب الدولة أبي الحسن علي (١) بن نصر وذلك في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة (٢)، وكان قد رأى في منامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - في المنام (كذا) فبشره بالخلافة فلما قبض بهاء الدولة بن عضد الدولة على الطائع وخلع نفسه استدعي القادر با لله أحمد بن إسحاق، وبويع له في شعبان سنة إحدى وثمانين [وثلاثمائة] وأحضر من الديوان وأدخل دار الخلافة في ثالث عشر رمضان وخطب له وجلس جلوسا عاما ورفض الدنيا عن قدرة فلم ينازع فيها وصار لا يدخر درهما ولا دينارا ولا يردّ سائلا ولا ينفرد برأي عن العلماء ولا يبرم أمرا إلاّ بموافقة الشرع، وهو آخر خليفة من بني العباس حكم وأسجل وأشهد الشهود على حكمه، وكانت وفاته في ليلة


(١) (هو ابن أخت المظفر بن علي الحاجب مؤسس إمارة بني أبي الجبر الليثيين بالبطائح وقارض إمارة بني شاهين سنة «٣٧٣ هـ‍» وكان مهذب الدولة ذا كرم ووفاء وكان ملاذا للناس في الشدائد، وتزوج ابنة بهاء الدولة ابن عضد الدولة وأعانه على النوائب وأقرضه أموالا كثيرة وكانت إمارته في البطائح «٣٢» سنة وشهورا، توفي سنة «٤٠٩ هـ‍» عن اثنتين وسبعين سنة. ذكره أبو شجاع في تاريخه، كما في المنتظم «ج ٧ ص ٢٩٠» وهذا يدل على أنّ المطبوع من تاريخه ناقص، وذكره ابن الأثير).
(٢) (في هذا التاريخ وهم ظاهر والصحيح سنة «٣٧٩ هـ‍» كما في المنتظم «ج ٧ ص ١٤٧» والكامل في حوادث هذه السنة).

<<  <  ج: ص:  >  >>