للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره الثعالبيّ في شعراء الشام وقال: هو كوفيّ المولد، شاميّ المنشأ، نادرة الفلك، وواسطة عقد الدّهر في صناعة الشعر، ولد بالكوفة في كندة سنة ثلاث وثلاثمائة، وبلغ من كبر نفسه أن دعا إلى بيعته قوما على حداثة سنّه وعرف به والي البلدة فحبسه؛ وقال أبو الفتح عثمان بن جنّيّ إنّما سمّي المتنبّي بقوله:

أنا في أمّة تداركها الل‍ ... هـ غريب كصالح في ثمود

ما مقامي بدار نخلة إلاّ ... كمقام المسيح بين اليهود (١)

وكان قبل اتّصاله بسيف الدولة مدح جماعة، ويقال: إنّ عليّ بن منصور الحاجب لمّا مدحه بقصيدته التي أوّلها:

بأبي الشموس الجانحات غواربا ... [اللابسات من الحرير جلاببا] (٢)

أعطاه دينارا واحدا، فسمّيت الديناريّة.

وأخباره وأشعاره قد ذكرها أفاضل العلماء والأدباء، وسارت مسير الشمس في الشرق والغرب، وصنّفوا في شعره أكثر من مائة مصنّف، وكان قد مضى إلى فارس ومدح عضد الدولة، وارتحل عن شيراز بحسن حال ووفور مال ولم يقبل ما أشير عليه من الاحتياط باستصحاب الخفراء والمبذرقين فخرج عليه سريّة من الأعراب فقتل مع ابنه محسّد ونفر منه غلمانه وفاز الأعراب بأمواله وذلك سنة أربع وخمسين وثلاثمائة بالقرب من جبّل. (٣)


= ووفيات الأعيان ٤٠٠/ ١ و ٤٥٢، والوافي ٣٣٦/ ٦، والمنتظم وفيات ٣٥٤ وتاريخ الاسلام ص ١٠٢ وسير أعلام النبلاء ١٩٩/ ١٦، والأنساب للسمعاني: المتنبي، ولسان الميزان.
(١) الديوان ص ٥٠ من قصيدة طويلة قالها في صباه والبيت الأول هو في نهاية القصيدة وأما الثاني ففي أواسطها. وفي الهامش: وروي «دار نحلة» وهو الأصح مكان بالشام. وفي نسخة: بأرض نحلة.
(٢) الديوان ص ١١٢ - ١١٥.
(٣) (وجبّل بليدة بين النعمانية وواسط).

<<  <  ج: ص:  >  >>