للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره شيخنا الكامل الوزير العادل رشيد الدين فضل الله بن أبي الخير بن عالي في تاريخه وقال: استولى على المملكة في ذي القعدة سنة أربع وتسعين وستّمائة وقتل بايدو بن طاراغي بن هلاكو وكان قد خرج على عمّه كيخاتو بن أباقا واستولى على الملك؛ وقدم مدينة السّلام (١) وصلّى صلاة الجمعة في جامع السلطان، ودخل الى خزانة الكتب بالمدرسية المستنصريّة؛ ومعه رشيد الدّين وفي خدمتهم جماعة من المقرّبين وكنت يومئذ مع جمال الدّين ياقوت الخازن؛ وأظهر ملّة الاسلام وقرّب الأئمّة وقتل البخشيّة وكسر الأصنام وعبر الفرات واستولى على ممالك الشام، وكانت وفاته بنواحي قزوين في حادي عشر شوال سنة ثلاث وسبعمائة ودفن بتبريز في القبة التي أنشأها بشهر تبريز (٢)، وقرّر للأئمّة والعلماء والأفاضل الفقهاء في كلّ عام على جميع ممالكه من الادرار الدار على تعاقب الدهور والأعصار أربعمائة تومان، وهذا لم يعهد في زمن سلطان من السلاطين فيما تقدّم من المتقدّمين والمتأخّرين، ووقف ثلث دخل الممالك على مصالح القبّة، وقد زرته سنة أربع وسبعمائة وجعل المتولّي لذلك شيخنا رشيد الدّين فضل الله ومبلغ الحاصل في كلّ عام من جميع الممالك

٤٥٩٠ - المحمود أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم البغداديّ

الواعظ.

كان من محاسن العلماء وأفاضلهم، قال يوما في مجلس وعظه: قال الحسن البصري: نعم الله تعالى أكثر من أن تشكر إلاّ ما أعان الله عليه وذنوب ابن آدم


(١) (وكان قدومه بغداد سنة ٦٩٦).
(٢) شهر تبريز موضع قرب تبريز أنشأه السلطان وقد جعل فيه من أبواب البر ما لا يوصف كما في التاريخ الغياثي و ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>