للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد له في فاصد:

لم أنس دست حكيم (١) ... أبداه يوما لفصد

ترى المباضع فيه ... قد نضّدت أيّ نضد

كمثل أقلام تبر ... تمدّ من لا وردّ

٤٩١٧ - المرضي - المبارك - شيخ بني هاشم أبو اسحاق ابراهيم بن المهدي

محمّد بن المنصور عبد الله العبّاسي الخليفة. (٢)

قال محمّد بن يحيى الصولي [في كتاب الأوراق]: وبايع أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي بالخلافة في داره ببغداد وسمّوه المبارك ثمّ سمّوه المرضيّ، وذلك في يوم الجمعة لخمس خلون من المحرّم سنة اثنتين ومائتين، فغلب على الكوفة والسواد، وخطب له على المنابر وعسكر بالمدائن ثمّ رجع إلى بغداد، والحسن بن سهل بواسط خليفة للمأمون، فلم يزل إبراهيم مقيما على أمره ببغداد يدعى بإمرة المؤمنين ويخطب له على منبري بغداد وما غلب عليه من السواد والكوفة ورحل [ظ] المأمون من خراسان متوجها إلى العراق وقد توفي عليّ بن موسى الرّضا فلمّا قرب من بغداد ضعف أمر إبراهيم وتفرّق أصحابه عنه ثمّ استتر وانقضى أمره، وكانت مدته من يوم بويع له إلى يوم استتاره سنة وأحد عشر شهرا وخمسة أيّام وكانت سنّه يوم بويع له تسعا وثلاثين سنة وشهرين ومولده في ذي القعدة سنة اثنتين وستين ومائة، وأقام في استتاره ستّ سنين، وظمّر به المأمون في شهر ربيع الآخر سنة عشر ومائتين فعفا عنه واستبقاه، وتوفي في خلافة المعتصم بسرّمن رأى في يوم الجمعة لتسع خلون من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائتين.


(١) لفظة دست فارسية وتعني القدر والوعاء الذي يوضع فيه آلات الفصد.
(٢) تقدمت ترجمته بلقب المبارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>