للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأت في الكتاب العبّاسي الذي صنّفه الامام القادر بالله أبو العبّاس أحمد ابن الأمير أبي احمد إسحاق بن المقتدر بالله قال: لمّا بايع الحسن بن عليّ لمعاوية بن أبي سفيان بالخلافة أكبّ النّاس على الحسن فآذوه وأسمعوه ما كره وقالوا له: يا مذلّ المؤمنين. فقال لهم: أنا معزّ المؤمنين، والله ما بايعته إلاّ على أصل، لقد سمعت أبي عليّا يقول مرّات: إنّ هذا الأمر بعدي يصير إلى معاوية فلا تكرهوا امارته فإنّكم إن فقدتموه رأيتم الرّءوس تندر عن كواهلها، فاذهبوا فالزموا مواضعكم وعليكم بالسّمع والطاعة وإيّاكم والشغب.

٥٢٠٦ - المعزّ أبو الغوث زكريّا بن مالك بن فهم بن يعرب بن عبد الملك

الأزديّ الهنديّ صاحب قلهات.

ذكره شيخنا تاج الدّين في كتاب لطائف المعاني لشعراء زماني وقال: الملك المعزّ أبو الغوث ملك قلهات من بلاد الهند وكان أجداده ملوكها فهو معرق في المملكة، وكان جوادا شجاعا عليّ الهمّة جريّ الجنان، ذا حرّيّة وسياسة، وفيه فضل، ويقول الشعر ومن شعره:

فوا بأبي من زار بعد ازوراره ... وحيّا فأحيا ميّت اليأس والرجا

وبات يعاطيني المدام بكفّه ... وما خلت بدرا يطلع الشمس في الدجا


هذه الأمه على رجل واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع لا ينظر الله إليه ... وإنّه لمعاوية وإني عرفت أن الله بالغ أمره ... وإن الدّنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمّد. وفي تنزيه الأنبياء أنه عليه السّلام قال لحجر حينما قال له: سوّدت وجوه المؤمنين قال: ما كلّ أحد يحب ما تحب ولا رأيه كرأيك، وإنما فعلت ما فعلت إبقاء عليكم. هذا ولم أعثر على مصدر للكلام المذكور هنا على أن ذيله فيه تحريف وخلط ولا يتناسب مع الأحاديث المتواترة عن أمير المؤمنين عليه السّلام في هذا المقام.

<<  <  ج: ص:  >  >>