للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مولده بالمهديّة في يوم الاثنين الحادي عشر من شهر رمضان سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وبويع له في يوم الجمعة التاسع والعشرين من شوّال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وتوفّي يوم الجمعة سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة خمس وستّين وثلاثمائة، ومدّة أيّامه في الخلافة ثلاث وعشرون سنة منها بمصر ثلاث سنين، وهو الّذي ملك مصر وخرجت عساكره إلى الشام، وكان المعزّ لمّا توفّي كافور الاخشيديّ (١) قد ندب أبا الحسن جوهرا للمسير من القيروان إلى مصر فلم يزل باجتهاده وتدبّره حتّى دخلها في شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وخطب للمعزّ لدين الله في الجامع العتيق، وزادوا في الأذان حيّ على خير العمل.

٥٢٣٣ - [المعزّ أبو منصور بن المولي ...].


فقال: لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله فترك يومئذ حيّ على خير العمل. وفي العلل للصدوق عن ابن أبي عمير أنه سأل أبا الحسن عليه السّلام عن (حيّ على خير العمل) لم تركت من الأذان ... فقال أمّا العلة الظاهرة فلئلا يدع النّاس الجهاد اتكالا على الصّلاة، وأمّا الباطنة فان خير العمل الولاية فأراد من أمر بترك (حيّ على خير العمل) من الأذان أن لا يقع حث عليها ودعاء إليها. وفي دعائم الاسلام عن الصادق والباقر أنه كان الأذان ب‍ (حي على خير العمل) على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأيّام أبي بكر وصدرا من أيام عمر ثمّ أمر عمر بقطعه وحذفه من الأذان والاقامة فقيل له في ذلك فقال: إذا سمع النّاس أن الصّلاة خير العمل تهاونوا بالجهاد وتخلّفوا عنه. فعمل الفاطميين هذا من باب اتباع سنة النبي (ص) وتقديمها على غيرها من السنن ومن باب إعادة الحق إلى نصابه. وأمّا الشيعة الزيدية فانّها أصفقت على ذلك ففي كتاب الاعتصام للمنصور بالله ج ١ ص ٢٨٠ - ٣١٣ ط ١، أحاديث كثيرة بأسانيد جمة تثبت جزئيته في الأذان وأنها من سنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(١) توفي سنة ٣٥٧ انظر أخباره في تاريخ دمشق والمنتظم والكامل ووفيات الأعيان وتاريخ الاسلام وسير أعلام النبلاء وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>