للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان حافظا واعظا لطيف الكلام وكان يتكلم في أكثر أوقاته على سجّادته، روى باسناده إلى عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاء حبيب بن الحارث إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّي رجل مقارف للذنوب. فقال: تب إلى الله يا حبيب، فقال: إني رجل أتوب وأعود. قال: كلما أذنبت فتب. فقال: إذن تكثر ذنوبي. فقال: عفو الله أكثر من ذنبك (١).

[٥٢٩ - [عز ...].]

كان شيخا بهي الصورة، حسن الشيبة. رأيته بالحلّة السيفية سنة إحدى وثمانين وستمائة وعرّفني به الأمير السعيد فخر الدين أبو سعيد بغدي بن قشتمر، وأنشدني شيئا من أشعاره وكتب لي الاجازة. مما أنشدني لنفسه:

زارتك سعدى وسجف اللّيل مسدول ... والقلب من ألم التبريح متبول


= الشيخ عزّ الدين مودود بن محمد بن محمود الذهبي المشتهر بزركوب. كان عارفا بالله مأذونا منه في خدمة المسافرين وتربية المجاورين، وقيل كان جدّه معين محمود من أهل أصبهان سافر الى البطائح وصحب سيدي أحمد الكبير [الرفاعي] وكان سيدي أحمد يحبّه، فقال يوما في بعض محاورات: كأني أرى من صلب أخي معين الدين ولدا صالحا يتبع أثري ويكون خليفتي في العجم. وكان كمال قال. ثم إنّ الشيخ روزبهان البقلي تكلفه وأرشده وأمره بالتزوّج وكان مصاحبا له ثلاثين سنة ثم سافر إلى الحجاز وصحب الشيخ أوحد الدين الكرماني والشيخ ركن الدين السجاسي ثم لقي الشيخ شهاب الدين السهروردي بعد ما رجع. وقيل: إنّ الشيخ شهاب الدين أتاه في منزله ببغداد إكراما لقدومه، ثم رجع الى شيراز واتخذ الزاوية وأطعم الفقراء والمساكين وتزوّج بابنة الشيخ روزبهان الثاني وعاش تسعين سنة ثم توفي في سنة ثلاث وستين وستمائة، ودفن في زاويته المبنية بجوار المشهد الحريصي).
(١) (وهذا الحديث أورده المتقي الهندي في الكنز ٢١٤/ ٤ و ٢٢٠ تحت الرقم ١٠٢١٤ و ١٠٢٤٧ عن مسند الفردوس للديلمي والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبارودي. مع تلخيص ومغايرة يسيرة في اللفظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>