للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان من أولاد المشايخ والعلماء وأكابر الشهود المعدلين بمدينة السلام وكان جدّه عبد (١) المغيث من أعيان المشايخ وله مع الشيخ جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي محاورات ومجاوبات وسمع صحيح البخاري وكتب لي الإجازة غير مرة وكان مقيما عند الصاحب شرف الدين محمد بن قيران وناب في أكثر دواوينه، وكان مليح الخط صحيح الضبط ثقة، سألته عن مولده فذكر أنه في شوال سنة تسع عشرة وستمائة وأنشدني في المفاوضة في معنى اتفق:

يقول لي الفقيه بغير علم ... دع المال الحرام وكن قنوعا

إذا ما لم أجد مالا حلالا ... ولم آكل حراما مت جوعا (٢)


(١) (ولد جده هذا ببغداد سنة «٥٥٠ هـ‍» وطلب الحديث باجتهاد وحصل الأصول وخرّج وصنف فمن ذلك «الانتصار لأفضل المهاجرين والأنصار» وكان ناصبيا شديد الكراهة لآل أبي طالب قال ابن الأثير: «ألف كتابا في فضائل يزيد بن معاوية أتى فيه بالعجائب، وقد ردّ عليه أبو الفرج بن الجوزي، وكان بينهما عداوة».مع كونهما من الحنابلة، قال الذهبي: «ولو لم يصنف لكان خيرا له، وعمل عليه ردا ابن الجوزي ووقع بينهما عداوة لأجل يزيد. فان الرجل لا يزال بعقله حتى ينتصب لعداوة يزيد أو ينتصر له، إذ له أسوة بالملوك الظلمة».وردّ ابن الجوزي هو «الردّ على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد» منه نسخة في دار الكتب ببرلين وفي دار كتب ليدن بهولنده [ونسخة أخرى بمكتبة الأوقاف ببغداد وقد طبع الكتاب الاعتماد على نسخة مستنسخة منها في بيروت قبل سنوات].توفي عبد المغيث سنة «٥٨٣ هـ‍» ببغداد ودفن بباب حرب في صف الامام أحمد بن حنبل وله ترجمة في عدة تواريخ وكان يوصف بالزهد والصلاح).
(٢) (في هذه الصفحة بيت شعر نادّ مكسّر لا نعلم محله وهو: شيمة ومساوي أخلاقه فان النفس بالشر آمرة».وفي آخر التراجم ترجمة صغيرة مطموسة في التصوير).

<<  <  ج: ص:  >  >>