للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان من الأفاضل الأفراد الأماثل الأجواد، قرأت في كتاب «خريدة القصر» قال العماد: أنشدني من سمع الأديب أبا المختار أحمد بن محمد النوبندجاني، ينشد في عزل قاضي القضاة أبي الطيب طاهر بن محمد الجواد بشيراز، وقد توفي ليلا، من جملة أبيات:

على قاضي القضاة نسيج وحده ... سلام لا يزال حليف لحده

سرى ليلا الى الرحمن شوقا ... فسبحان الذي أسرى [بعبده]!

١٠٧٤ - عماد الدين أبو اليمن طغرل (١) بن عبد الله الناصري الأمير صاحب

البصرة.

كان من الأمراء الأمجاد، والكبراء الأنجاد، ولي البصرة (٢) نظرا وحسنت سيرته فيها، وكان سهل الحجاب ممدّحا له خيرات حسان، وكان الامام الناصر لدين الله يعتمد عليه وضمن البصرة بمائة ألف وخمسة عشر ألف دينار وتوجه إليها وكان يبعث الحمل في كل شهرين وما يتبع ذلك من الهدايا والتحف، وكان


= بقية، والأعراض من اللؤم نقية، وقد ظفر بحاجته من الممدوحين كعمي العزيز بأصفهان والصاحب مكرم بكرمان والقاضي عماد الدين طاهر بشيراز، الذي أمن بجوده طارق الإعواز، وكانت جائزته للغزي وللقاضي الأرجاني وللسيد أبي الرضا وأمثالهم المعتبرين لكل واحد ألف دينار أحمر على قصيدة واحدة فما أقول في زماننا هذا؟».خريدة القصر قسم الشام ج ١ ص ٦٠٥).
(١) (ترجمه ابن الساعي في الجامع المختصر - ص ٢١٥ -).
(٢) (الظاهر أنّ ولايته لها ضمانا كانت قبل سنة «٥٩٧ هـ‍» التي ذكرها ابن الساعي - ص ٤٦ - فانّ ابن الأثير ذكر نهب بني عامر للبصرة سنة «٥٩٣ هـ‍» وكان بها الأمير محمد ابن اسماعيل ينوب عن الأمير طغرل ويؤيد ذلك كتاب العتاب الذي كتب به اليه الناصر لدين الله حينما علم بتركه البصرة مفارقا للطاعة وهو من إنشاء أبي طالب ابن زبادة الكاتب المتوفى سنة «٥٨٣ هـ‍» ذكره القلقشندي في ج ٨ ص ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>