للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاضي القضاة، المحدّث.

كان جليل القدر جميل الذكر، جمع بين فضيلتي العلم الزاخر والدين الوافر، وكان شيخ الحنابلة وقاضي القضاة، تفقّه على أبيه وعلى النوقاني ودرس بمدرسة جدّه، وبالمدرسة الشاطئية (١) وشهد عند قاضي القضاة عبد الله بن الحسن الدامغاني سنة ثلاث وستمائة. وكان يعظ بمدرسة جده وسمع من أصحاب ابن العلاف (٢) وابن بيان وابن نبهان، وقلد قضاء القضاة في الأيام الظاهرية في ثامن ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين [وستمائة] بعد عزل محيي الدين بن فضلان وكان مقداما من الرجال لا يهاب أمرا، وله أشعار في الزهد، وفي سنة ثلاثين أنفذ رسولا إلى الموصل وإربل، روى لنا عنه جماعة من مشايخنا ولما عزل عن قضاء القضاة في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين انتقل إلى مدرسة جدّه ورتب شيخا في الرباط المجاور دير الروم، ومولده في ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمسمائة وتوفي في سادس عشر شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ودفن بباب حرب (٣).


(١) (هي مدرسة السيدة بنفشا حظيّة الخليفة المستضيء بأمر الله، وكانت بباب المراتب على شاطئ دجلة بمحلة باب الأزج من الجانب الشرقيّ أي قرب السيد سلطان علي، فتحت سنة «٥٧٠ هـ‍» كما في المنتظم والمرآة وغيرهما).
(٢) (أبو الحسن علي بن محمد العلاف المحدث المتوفى سنة «٥٠٥ هـ‍» وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان المحدث المتوفى سنة «٥١٠ هـ‍» وأبو علي محمد بن سعيد بن نبهان المحدث المتوفى سنة «٥١١ هـ‍» كانوا من مشاهير المحدثين).
(٣) (ذكر المؤلف في ترجمة جده «الشيخ محيي الدين عبد القادر بن أبي صالح بن حبنكي دوست» «ج ٥ ص ٣٨٢ من كتاب الميم» أنّ له نسبا في بني الحسن وأن عماد الدين نصرا في ذلك يقول:
نحن من أولاد خير الحسنين ... من به أصلح بين الفئتين
يشبه المختار في اعلاء إن ... كان أدناه شبيها بالحسين
سر كتمان أبينا أصله ... أنه قال: بأنّ الفقر زيني)

<<  <  ج: ص:  >  >>