للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة بن بهاء الدولة سنه تسع عشرة وأربعمائة وعزل بابن ماكولا ثم أعيد وعزل ست دفعات وصنف كتابا في أخبار الشعراء وله أشعار حسنة، فمن ذلك قوله:

قولا لمن لام لا تلمني ... كل امرئ عارف بشأنه

من كرم النفس أن تراها ... تحتمل الذل في أوانه

لا عيب فيما فعلت إن ... سجدت للقرد في زمانه

وكان مهيار قد وقف شعره عليه وعلى إخوته وأهله، وتوفي عميد الدولة أبو سعد في جزيرة ابن عمر هاربا في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة عن ست وخمسين سنة وحمل إلى بغداد وكان مولده في ج‍ [مادي] سنة سبع وثمانين وجلس للعزاء عميد الرؤساء أبو طالب محمد بن أيوب خاله، وأحسن الإمام القائم تفقده والمراعاة له وخرج إليه توقيع من حضرته بخط الكاتبة (١).

[١٤٠٧ - العميد أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد البغدادي العارض.]

كان من الرؤساء الأكابر، العارفين بأمور الدنيا والدين وخدمة الوزراء والسلاطين، رأيت جريدة مدرجة بخطه في أشياء قد انتخبها وكتبها، منها قوله:

بأي المدامين لم أسكر ... بكأسك أم طرفك الأحور


(١) (الكاتبة هي أم الفضل فاطمة بنت الحسن بن علي بن العطار المعروفة ببنت الأقرع الكاتبة، صاحبة الخط المليح الصحيح والرقع الفائقة، كانت تكتب على طريقة ابن البواب وهي التي كتبت كتاب الهدنة إلى ملك الروم من ديوان الخلافة العباسية على عهد القائم بأمر الله وسمعت الحديث وروته وسافرت إلى بلاد الجبل إلى الوزير العميد منصور الكندري وكتب له رقعة فأعطاها ألف دينار وكتب الناس على خطّها، توفيت سنة «٤٨٠ هـ‍» ببغداد كما في المنتظم ومعجم الادباء، والكامل وتاريخ اليافعي والشذرات، وكانت من مفاخر النساء العراقيات).

<<  <  ج: ص:  >  >>