للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عن عزّ الدين أبي الفتح محمود بن علي أبي الحسن، كان عالما عاملا فقيها كاملا له تصنيف في الفقه على معنى أخبار النبي - صلّى الله عليه وسلّم - وهو كتاب حسن مفيد، من ذلك قوله - صلّى الله عليه وسلّم -: إذا توضأ العبد المؤمن فتمضمض خرجت الخطايا من فمه وإذا استنشق خرجت الخطايا من أنفه فإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من أشفار عينيه وإذا غسل يديه خرجت الخطايا من يديه حتى تخرج من تحت أظفار يديه فإذا مسح رأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه وإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من تحت أظفار رجليه.


- ولاح بحكمتي نور الهدى في ... ليال بالضلالة مدلهمّه
يريد الجاحدون ليطفئوه ... فيأبى الله إلاّ أن يتمه
تفقه على محمد بن أحمد بن أبي احمد السمرقندي المنعوت علاء الدين وقرأ عليه معظم تصانيفه مثل «التحفة» في الفقه وغيرها من كتب الأصول وزوّجه شيخنا ابنته الفقيهة العالمة فاطمة وستأتي. قيل: إن سبب تزويجه بابنة شيخه أنها كانت من حسان النساء وكانت حفظت التحفة تصنيف والدها وطلبها جماعة من ملوك بلاد الروم فامتنع والدها فجاء الكاساني ولزم والدها واشتغل عليه وبرع في علم الاصول والفروع وصنّف كتاب البدائع وهو شرح التحفة وعرضه على شيخه فازداد به فرحا وزوجه ابنته وجعل مهرها منه ذلك، فقال الفقهاء في عصره «شرح تحفته وزوجه ابنته» وأرسل رسولا من ملك الروم إلى نور الدين محمود بحلب ... وولاه المدرسة الحلاوية بطلب الفقهاء منه ... وله غير البدائع من المصنفات منها: «السلطان المبين في أصول الدين ...» ومات يوم الأحد بعد الظهر عاشر رجب من سنة سبع وثمانين وخمسمائة. وقال حاجي خليفة في الكلام علي «التحفة» المذكورة «وصنف تلميذ المؤلف الإمام أبو بكر مسعود الكاشاني الحنفي المتوفى سنة سبع وثمانين وخمسمائة شرحا عظيما في ثلاثة مجلّدات وسماه بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع).

<<  <  ج: ص:  >  >>