للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أما اقتراحه الميتُ السخيف (١) فما أبالي أن لا أرد عليه، اكتفاء بما قيلَ من قبلُ، وثقة مني أَن لا تقومَ له قائمة من بَعْدُ.

وأَنا أَعلم أَن معاليَه سينطلقُ في أَثرى كما انطلق في أَثر الذين من قبلى، ثائراً عنيفاً، مستعليا مستكبرا، كأنْ لم يسمع كلمة الحق، وأَنه سيرميني كما رمى أَخى "السيد محمود محمد شاكر" بأنه "يشتهي تجريح من هو أَكبرُ منه سنا، حاسبا أَن ذاتيته تعلو بهذا التجريح" ولكنني لا أبالي.

* * *

يعلنُ صاحب المعالي في كتابه (ص ٧٨) أنه "يريد المحافظة على للعربية الفصحى" ولكن سائر أقواله إِنما تصدر عن عقيدة بفساد هذه اللغة، وأَنها لا تصلح للحياة، لثباتها على وتيرة واحدة، إلا أَن تتغير وتَدُور مع اللهجات، فتنقسم إِلى لغاتٍ. فهو يَضَعُ اللغم الأول في هذا الصرح الشامخ، حتى إذا ما اهتز الصرح وفقدَ تماسُكه، استطاع مَن بعده من أَنصاره, ومن أَعداء الإسلام، ومن أَعداءَ القرآن، أَن يدمروه تدميرا.


(١) يعذرني صاحب المعالى فى استعمال هذه اللفظة النابية، فقد حاولت جهدى أن أجد صفة خيرا منها فى موضعها، فأعجزتنى المحاولة. ثم إني لم أر فى أستعمالها باسا، بعد أن وصف هو بها الرسم العربي عشرات المرات فى كتابه.

<<  <   >  >>