للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السؤال (١٤٨): ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ينور قبورهم بصلاتي عليهم» (١)

وقوله: «ثم ينور له فيه» (٢)؟

الجواب: لا تعارض بين الحديثين فإنه ينور لهم عند السؤال ثم يكون ظلمة ثم ينور لهم بصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم.

السؤال (١٤٩): ما المراد بالشيطان الذي يهرب وله ضراط إذا سمع التأذين (٣)؟

الجواب: الله أعلم، نقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ونقف.


(١) رواه مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد - أو شابا - ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها أو عنه فقالوا: مات قال: «أفلا كنتم آذنتموني؟» قال: فكأنهم صغروا أمرها أو أمره. فقال: «دلونى على قبره» فدلوه فصلى عليها ثم قال: «إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم». ورواه البخاري بدون قوله: «إن هذه القبور. . . .» إلخ.

قال الحافظ (١/ ٥٥٣) في «الفتح»: وإنما لم يخرج البخاري هذه الزيادة لأنها مدرجة في هذا الإسناد وهى من مراسيل ثابت بين ذلك غير واحد من أصحاب حماد بن زايد. اهـ قلت: وهو كما قال الحافظ، وقد بين ذلك أتم بيان الخطيب في كتابه «الفصل للوصل المدرج في النقل» رقم] ٧٠ [، وسلفهما في ذلم الدارقطنى. انظر: «العلل» (١١/ ٢٠١).
(٢) رواه الترمذي (٤/ ١٨١) «تحفة» من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن أبى سعيد المقبري عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قبر الميت - أو قال: أحدكم - أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر والآخر النكير. . . .» وفيه: «ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه» وقال الترمذي: حديث حسن غريب وجود إسناده الألباني في «الصحيحة»] ١٣٩١ [. وكذا أخرجه ابن حبان في صحيحه] ٣١١٧ [، وانظر ابن جابر] ٣١١٣ [فقد رواه من طريق محمد بن المبرد عن أبى سلمة عن أبى هريرة، وروى أحمد عن أبى موسى الأشعري أنه أوصى فقال: إذا حفرتم فأعمقوا قعره أما إنى والله لا أقول لكم ذلك وإني لأعلم إن كنت من أهل طاعة الله ليفسحن لي في قبري ولينور لي فيه. . . وهو موقوف له حكم الرفع لكن في سنده جهالة وضعف ذكره ابن رجب في كتابه «أهوال القبور بإسناده»، ولم أره في المسند ولعله في «الزهد»، والله أعلم.
(٣) رواه البخاري ومسلم من حديث أبى هريرة مرفوعا ولفظه: «إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين. . .» الحديث.

<<  <   >  >>