للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والآية هي قوله تعالى في سورة ص: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (١٠) جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} [ص: ١١].

والذي ظهرَ لي من هذه الآية أن ما بين السماوات والأرض عالمٌ لا يعلمه إلَّا الله تمدَّح الله بملكه؛ لأنَّ اللهَ لا يتمدَّحُ بملكِ لا شيء!

ومن قوله تعالى: {فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ} فَهِمْتُ أنَّهُ تعالى يتحدَّى مَنْ لا يُسَلِّم ملكَهُ السَّماواتِ والأرض وما بينهما له وحده لا شريك له في ذلك فيأمُرُهُ بالارتقاء والصّعود في أسباب السَّماوات والأرض، والأسباب هي الطُّرق.

ومن قوله تعالى: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} فهمتُ أنَّه يريدُ -والله تعالى أعلم- أنَّ جندًا مَّا؛ أي: خَلْقًا من خَلْق اللهِ في آخر الدُّنيا، أبهمه بالاسم المبهم: (ما) الذي نعَتَه به، وقوله: {هُنَالِكَ} نَعت البعيد يُشير به إلى أنَّ هذا المتنطِّع يكون في آخر الدُّنيا.

وقوله تعالى: {مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} يظهر منه -والله تعالى أعلم- أنَ هذا المتنطِّع سوف يعترفُ بهزيمته.

<<  <   >  >>