للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: {وَالصَّلَاةِ} أي: واستعينوا بالصلاة، والصلاة نعم المعين على نوائب الدَّهر، وعلى خير الدنيا والآخرة كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} الآية [العنكبوت: ٤٥] , وقال جلَّ وعلا: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: ١٣٢] , وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا حَزَبَهُ أمر صَلَّى، وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنَّه نُعي له أخوهُ قثم فأناخ راحلته وصلى وتلا: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: ٤٥] واستعانَ بالصلاة على صبر مصيبة أخيه.

ولا شك أنَّ لطالب العلم هنا سؤالًا وهو أنْ يقول: أما الاستعانة بالصبر على أمور الدنيا والآخرة فهو أمر واضحٌ لا إشكال فيه؛ لأن من حَبَس نفسه على مكروهها في طاعة الله كان ذلك أكبر معينٍ على الطاعة، ولكن ما وجه الاستعانة بالصلاة على أمور الدنيا والآخرة؟

والجواب: أنَّ الصلاة هي أكبر معينِ على ذلك لأن العبد إذا وقف بين يدي ربه، يناجي ربّه ويتلو كتابه، تذكر ما عند الله من الثواب، وما لديه من العقاب، فهان في عينه كل شيء، وهانت عليه مصائب الدنيا، واستحقر لذاتها رغبةً فيما عند الله، ورهبةً مما عند الله، ثم إن الله جلَّ وعلا قال: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: ٤٥] للعلماء في مرجع الضمير: {وَإِنَّهَا} أقوال كثيرة.

<<  <   >  >>