للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في آية واحدة أنهُ خَلَقَ الخَلْقَ من أجل محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، ولم يُنْقَل عنه - صلى الله عليه وسلم - في حديث صالح للاحتجاج به أنَّهُ تباركَ وتعالى خَلَقَ الخَلْقَ من أجل محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، أوَ أنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللهُ نورَ مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم -؛ بل ثبت في الحديث الصحيح المتَفَق عليه: "إن أوَّل ما خلق اللَّهُ القلم". الحديث.

لذلك، يا بني فإني أوصيك ونفسي بتقوى الله تعالى، وأنْ لا تقول على الله ما لا تعلم، فإن الله تعالى يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٦]، وقد صَحَّ عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قولُهُ: "مَنْ كَذَبَ علي متعمدًا فليتبؤأ مقعدَهُ من النَّار"، واعلم أنَّ قول المرءِ على الله ما لا يعلمه من أعظم ما يُرضي الشيطان.

فإنَّها وظيفتُهُ -عليه لعنة الله- التي حَذَّرَ اللَّه تعالى منها بقوله: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} الآية [البقرة: ١٦٩]، وفي تعداد المُحَرَّمات التي حرَّم الله عليكم في سورة الأعراف، قال تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ} [الأعراف: ٣٣]، إلى أنْ قال: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} الآية، يتحصَّل من هذا، يا ابني، أنَّ القول بذلك من غير دليلٍ من كتابٍ أو سُنَّةٍ تَقَوُّلٌ على الله ورسوله،

<<  <   >  >>