للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإمام أحمد أنه جاءت عنه روايةٌ بذلك.

وعامّة المسلمين على أنّ محلّ العقل القلب وسنوضّح إن شاء اللَّه تعالى حُجج الطّرفين، ونبين ما هو الصّواب في ذلك.

اعلم وفقنا اللَّه وإياك أن العقلَ نورٌ روحانيٌّ تدرك به النَّفسُ العلوم النظرية والضَّرورية، وأَنَّ من خلقه وأبرزه من العلم إلى الوجود، وزيَّنَ به العقلاء وأكرمهم به؛ أعلمُ بمكانه الذي جعله فيه من جَهلة الفلاسفة الكفرة الخالية قلوبهم من نور سماويٍّ وتعليم إلهي، وليس أحدٌ بعد اللَّه أعلم بمكان العقل من النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي قال في حقه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٣ - ٤]، وقال تعالى عن نفسه: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} الآية [البقرة: ١٤٠].

والآيات القرآنية والأحاديث النَّبوية في كل منها التَّصريحُ بكثرة بأنَّ محلَّ العقل القلب، وكثرةُ ذلك وتكرارُهُ في الوَحيين لا يترك احتمالًا ولا شكًا في ذلك.

وكُلُّ نَظَرٍ عقلي صحيح يستحيل أنْ يخالفَ الوحيَ الصَّريح؛ وسنذكر طرفًا من الآيات الكثيرة الدَّالة على ذلك، وطرفًا من الأحاديث النَّبوية، ثم نُبيِّنُ حجةَ مَنْ خالفَ الوحي من الفلاسفة

<<  <   >  >>