للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الحمد لله نحمده، أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنه أحسن الحديث وأبلغه، أحبوا من أحب الله، أحبوا الله تعالى من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا يقسى (١) قلوبكم فقد سماه خيرته من الأعمال والصالح من الحديث (٢)، فاعبدوا (٣) الله ولا تشركوا به شيئًا واتقوه حق تقاته، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله عز وجل بينكم، إن الله يغضب أن ينكث عهده. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. رواه هناد مرسلًا (٤).


(١) هكذا في س وح: ولا يقسى، وفي ع وأ: ولا تَقْسَى وقد ضبطها ناسخ ع. ولعل الصواب ما جاء في دلائل النبوة: ولا تقسُ عنه.
(٢) في كنز العمال ١٦/ ١٢٤ هنا: (وعلى كل ما آوى الناس من الحلال والحرام)!
(٣) في الدلائل: (ولا تقس عنه قلوبكم، فإنه من كل يختار الله ويصطفي فقد سماه خيرته من الأعمال، ومصطفاه من العباد، والصالح من الحديث، ومن كل ما أتى الناس من الحلال والحرام فاعبدوا ...).
(٤) انظر: الزهد ١/ ٢٧٩ ونصه: (حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: حدثني المغيرة بن عثمان عن محمد بن عثمان بن الأخنس بن شريق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: كان أول خطبة خطبها النبي بالمدينة أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد: أيها الناس تقدموا لأنفسكم، تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه وليس لها راع، ثم ليقولن له ربه -ليس له ترجمان ولا يحجبه دونه-: ألم يأتك رسول فبلغك، وآتيتك مالًا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك؟ فلينظرن يمينًا وشمالًا فلا يرى شيئًا، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم، فمن استطاع أن يقي =

<<  <   >  >>