للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نجا من نجا إلا بمعرفة نفسه، وما هلك من هلك إلا من تحت يده، قال الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} (١) جعلنا الله وإياكم ممن سمع الوعظ فقبل، ودعي إلى العمل فعمل. رواه ابن النجار (٢).

٦٣ - وعن يحيى بن يعمر (٣) أن عليًّا بن أبي طالب خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

أيها (٤) الناس إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار، أنزل الله بهم العقوبات، ألا فمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم الذي نزل بهم، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقًا، ولا يقرب أجلًا، إن الأمر ينزل من السماء (٥) كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر [الله] (٦) لها من زيادة أو نقصان، في أهل أو مال أو نفس، فإذا أصاب أحدكم النقصانُ في أهلٍ أو مالٍ أو نفسٍ ورأى لغيره غفيرة (٧) فلا يكونن ذلك له فتنة [فإن المرء المسلم -ما لم يغش دناءةً يظهر


(١) من سورة التحريم، الآية: ٦.
(٢) من الكنز ١٦/ ٢٠٥ - ٢٠٦. وقسم من هذه الخطبة في نهج البلاغة ٤/ ٣٨ - ٣٩.
(٣) في س وح: معمر. والتصحيح من تاريخ دمشق والكنز.
(٤) في الكنز: يا أيها.
(٥) في الكنز: إلى الأرض.
(٦) لفظ الجلالة من التاريخ والكنز.
(٧) في س وح: غيره، وفي تاريخ دمشق: (أو نفس في الآخرة عقوبة)!، وفي الكنز: وغيره.
وكل هذا تحريف. والصواب: غفيرة. جاء في لسان العرب ٥/ ٢٨: (في حديث علي رضي الله عنه: إذا رأى أحدكم لأخيه غفيرة في أهل أو مال فلا يكونن له فتنة. الغفيرة: الكثرة والزيادة، من قولهم للجمع الكثير: الجم الغفير).

<<  <   >  >>