للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامى عام وفاتها باسم عام الحزن، حين فقدها، وفقد عمه أبا طالب في العام نفسه.

وبقيت حية في ذاكرته، لا ينساها أبدا، حتى لا ينسى كل ما يمت إليها بصلة، رغم أنه تزوج بعد وفاتها رضي الله عنها بالكثير من نسائه، وتلك عائشة رضي الله عنها تقول: (ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة، وربما قلت يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاه، ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة، وربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا امرأه إلا خديجة، فيقول: ((إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد))) (١).

وتحدثنا عائشة رضي الله عنها كذلك قالت: (استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك فقال: ((اللهم هالة بنت خويلد)) فغرت فقلت: وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر، فأبدلك الله خيرا منها) (٢).

وزاد أحمد في رواية قالت: (فتمعر وجهه تمعرا ما كنت أراه إلا عند نزول الوحي ..). وإسناده على شرط مسلم، وفي أخرى له: (قال: ((ما أبدلني الله خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس،


(١) رواه البخاري في فضائل الصحابة ٧/ ١٠٢، ومسلم في فضائل خديجة ٤/ ٧٥/ ٢٤٣٥.
(٢) رواه مسلم ٤/ ٧٨/ ٢٤٣٧.

<<  <   >  >>