للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك لأطأن على عنقه، أو لأعفرن وجهه في التراب. قال: فأتى رسول الله (ص) وهو يصلي، زعم ليطأ على رقبته. قال: فما فجئهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه. قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لختدقا من نار وهولا وأجنحة. فقال رسول الله (ص): ((لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا)) قال: فأنزل الله عز وجل - لا ندري في حديث أبي هريرة أم شيء بلغه - {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ..} إلى آخر السورة) (١).

وقال محمد بن إسحاق: (أبو جهل الفاسق الذي يغري بهم في رجال من قريش، إذ سمع بالرجل قد أسلم له شرف ومنعة أنبه وأخزاه، وقال: تركت دين أبيك وهو خير منك، لنسفهن حلمك، ولنقيلن رأيك، ولنضعن شرفك، وإن كان تاجرا قال: والله لنكسدة تجارتك، ولنهلكن مالك، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به) (٢).

وقال يونس بن بكير: حدثني محمد بن إسحاق .. عن ابن عباس في قصة طويلة جرت بين مشركي مكة وبين رسول الله (ص).

(فلما قام رسول الله قال أبو جهل بن هشام: يا معشر قريش! إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وسب آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر، فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم (٣).


(١) مسلم ك. المنافقين ب. قوله {إن الإنسان ليطغى} ح. ٣٨. ورواه أحمد والنسائي والبيهقي.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٣٢٠.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام ٢٩٨/ ١.

<<  <   >  >>