للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعظم الشخصيات التي اعتز بها الإسلام عبرت إلى الإسلام من خلال هذا الطريق:

(فعن محمد بن كعب القرظي قال:

كان إسلام حمزة رضي الله عنه حمية، وكان يخرج من الحرم فيصطاد، فإذا رجع مر بمجلس قريش وكانوا يجلسون عند الصفا والمروة، فيمر بهم، فيقول: رميت كذا وكذا، وصنعت كذا وكذا، ثم ينطلق إلى منزله، فأقبل من رميه ذات يوم فلقيته امرأة فقالت: يا أبا عمار ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل: شتمه وتناوله وفعل وفعل، فقال: هل رآه أحد؟ قالت: أي والله لقد رآه ناس فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس عند الصفا والمروة. فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم فاتكأ على قومه وقال رميت كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا، ثم جمع يديه بالقوس فضرب بها بين أذني أبي جهل فدق سنتها ثم قال: خذها بالقوس، وأخرى بالسيف. أشهد أنه رسول الله (ص) وأنه جاء بالحق من عند الله. قالو: يا أبا عمار إنه سب آلهتنا وإن كنت أنت وأنت أفضل منه، ما أقررناك وذاك وبا كنت يا أبا عمار فاحشا) (١). وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق:

(وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل منه، وقالوا: ما نراك يا حمزة إلا قد صبوت، قال حمزة: ومن يمنعني. وقد استبان


(١) مجمع الزوائد ج ٩ ب. ما جاء في فضل حمزة ص٢٦٦، وقال الهيثمي: رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح.

<<  <   >  >>