للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - لقد كان القدوة والأسوة رسول الله (ص) هو الذي استفاد من هذه الظاهرة ابتداء حين أجاره عمه أبو طالب.

(أ) (فلما بادى رسول الله (ص) قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله، لم يبعد منه قومه، ولم يردوا عليه - فيما بلغني - حتى ذكر آلهتهم وعابها، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه، وأجمعوا خلافه وعدوانه إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام، وهم قليل مستخفون، وحدب على رسول الله عمه أبو طالب، ومنعه وقام دونه. ومضى رسول الله (ص) على أمر الله، مظهرا لأمره لا يرده عنه شيء، فلما رأت قريش أن رسول الله (ص) لا يعتبهم من شيء (١) أنكروه عليه من فراقهم وعيب آلهتهم، ورأوا أن عمه أبا طالب قد حدب عليه، وقام دونه فلم يسلمه لهم مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب .. فقالوا:

يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلي بيننا وبينه، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فكفيكه. فقال لهم أبو طالب قولا رقيقا، وردهم ردا جميلا فانصرفوا عنه) (٢).

لقد حاول أبو طالب أن يتحاشى الاصطدام مع قريش، لعل ابن أخيه محمدا يغير شيئا من منهجه ويكف عن عيب الآلهة، وابن أخيه في


(١) لا يعتبهم من شيء: أي لا يرضيهم.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ٢٦٣/ ١.

<<  <   >  >>