للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - وكان وعي القيادة النبوية، وقيادة المسلمين في الحبشة على مستوى الأحداث والمهمات التي انطلقوا من أجلها، وبعثوا لصنعها.

فأبو طالب أسرع برسالته إلى النجاشي منذ اللحظة التي تحرك وفد قريش فيها إليه.

ألا ليت شعري كيف في النأي (١) جعفر ... وعمرو وأعداء العدو الأقارب

وهل نالت أفعال النجاشي جعفرا ... وأصحابه أو عاق ذلك شاغب (٢)

تعلم - أبيت اللعن - أنك ماجد ... كريم فلا يشقى لديك المجانب (٣)

تعلم بأن الله زادك بسطة ... وأسباب خير كلها بك لازب (٤)

وأنك فيض ذو سجال عزيزة ... ينال الأعادي نفعها ولأقارب) (٥)

والمسلمون على وعي بما يجري، ولعل الأخبار قد وصلت إليهم بتحرك الوفد، لكنهم غير قادرين على الدخول على الملك، أو الوصول إلى حاشيته فلا يملكون الهدايا التي يقدمون، ولا يملكون الصداقة التي تحرك خصومهم من خلالها.

فقد يملك العدو من الوسائل ما يعجز عنه الصف المؤمن في


(١) النأي: البعد.
(٢) عاق ذلك شاعب: منع الخير مشاغب أو مفرق.
(٣) المجانب: الداخل في حمى الإنسان المنضوي إلى جانبه. وأبيت اللعن: تحية يحيا بها الملوك في الجاهلية.
(٤) لازب: لاصق.
(٥) السيرة النبوية لابن هشام ٣٣٣/ ١، ٣٣٤.

<<  <   >  >>