للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السعادة معلقة بهديه - صلى الله عليه وسلم - فيجب على كل من أحب نجاة نفسه أن يعرف هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به من خطة الجاهلين) (١).

[الإيمان هو الأصل والشرك طارئ]

خلق الله تعالى الخلق كافة على الفطرة، قد جبلها الله على التوحيد {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين * أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون} (٢).

ولا عذر لمشرك بعد هذا الميثاق، وبعد التذكير به على لسان الرسل جميعا على مدار التاريخ والمخلوق الذي يخلق إنما يخلق حنيفا مسلما على فطرة التوحيد ابتداء «كل مولود يولد على الفطرة، حتى يعرب لسانه، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه» (٣).

والشياطين هي التي اجتالت بني آدم وحرفتهم عن التوحيد إلى الشرك كما مر في الحديث السابق وأحلت لهم ما حرم عليهم، وحرمت عليهم ما أحل الله لهم، وأمرتهم أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا.

ويستوي في ذلك شياطين الإنس والجن {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا


(١) مختصر زاد المعاد ٨.
(٢) الأعراف ١٧٢، ١٧٣.
(٣) صحيح الجامع الصغير وزيادته وقد رواه أبو يعلى والطبراني عن الأسود بن سريع.

<<  <   >  >>