للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالا (١)، وإنا قاطعوها - يعني اليهود - فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك ويدعنا؟ قال: فتبسم رسول الله (ص) ثم قال: ((بل الدم الدم والهدم الهدم (٢)، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم)).

قال كعب: وقد كان قال رسول الله (ص): ((أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا، ليكونوا على قومهم بما فيهم))، فأخرجوا منهم اثني عشر نقيبا، تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس) (٣).

(قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قادة (٤):

(أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله (ص) قال العباس بن عبادة بن نضلة الأنصاري، أخو بني سالم بن عوف: يا معشر الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالو: نعم. قال: إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلا أسلمتموه، فمن الآن فدعوه، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال، وقتل


(١) حبال: العهد والذمة والأمان.
(٢) الدم الدم والهدم الهدم: قال ابن قتيبة: كانت العرب تقول عند عقد الحلف والجوار: دمي دمك، وهدمي هدمك. أي ما هدمت من الدماء هدمته أنا. وقال ابن هشام: الهدم: الحرمة، أي: ذمتي ذمتكم، وحرمتي حرمتكم.
(٣) السيرة النبوية لابن هشام ٤٤٢/ ١، وقد روه أحمد والطبراني بنحوه وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح، غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع.
(٤) عاصم بن عمر بن قتادة: ثقة عالم بالمغازي.

<<  <   >  >>