للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إبراهيم نبي الله تعالى أرسله الله تعالى إلى أخواله من جرهم، وإلى العماليق الذين كانوا بأرض الحجاز فآمن بعض وكفر بعض) (١).

ولا شك أن إسماعيل وبنيه هم أشرف العرب فهم الذين اختارهم الله تعالى ليكونوا أصل النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ..» (٢).

[طروء الشرك عليهم]

وبقي المؤمنون على دين إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام موحدين حنفاء إلى أن جاء عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف فأدخل الشرك في الحنيفية السمحاء.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأكثم ابن الجون الخزاعي: «يا أكثم، رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه (٣) في النار، فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به، ولا بك منه» فقال أكثم: عسى أن يضرني شبهه يارسول الله؟ قال: «لا، إنك مؤمن وهو كافر، إنه كان أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان (٤)، وبحر


(١) الروض الأنف للسهيلي ١/ ١٧.
(٢) رواه أحمد والترمذي وقال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح. راجع سنن الترمذي م ٥ المناقب ٥٠، ح ٣٦٠٧ ص ٥٨٣.
(٣) قصبه: أمعاءه.
(٤) الأوثان ج وثن وهو ما يعبد من دون الله إذا كان من غير صخرة كالنحاس وغيره.

<<  <   >  >>