للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - عن البراء رضي الله عنه قال: (لقينا المشركين يومئذ، وأجلس النبي (ص) جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله (بن جبير) وقال: ((لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم لا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا))، فلما لقيناهم هربوا حتى رأيت النساء يشتدون في الجبل، رفعن عن سوقهن، قد بدت خلاخلهن، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة!!

فقال عبد الله: عهد إلي النبي (ص) أن لا تبرحوا. فأبوا: فلما صرف وجوههم، فأصيب سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: ((لا تجيبوه) فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: ((لا تجيبوه) قال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان: أعل هبل. فقال النبي (ص): ((أجيبوا)) قالوا: ما نقول؟ قال: ((قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم)) قال أبو سفيان: الحرب سجال: يوم بيوم بدر. وتجدون مثلة لم آمر بها) (١).

٦ - عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لما كان يوم أحد هزم المشركون فصرخ إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فبصر حذيفة، فإذا هو بأبيه اليمان فقال: أي عباد الله أبي!! قالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: يغقر الله لكم) قال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة بقية من خير) (٢).


(١) البخاري ك. المغازي ٦٤ ب. غزوة أحد ١٧ ج ٥ ص ١٢٠، ١٢١.
(٢) المصدر السابق ب إذا همت ص ١٢٥.

<<  <   >  >>