للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعض الطريق، ثم أنهم ندموا فقالوا: بئسما صنعتم أنكم قتلتموهم حتى لم يبق إلا الشريد تركتموهم؟ ارجعوا فاستأصلوا، فقذف في قلوبهم الرعب فانهزموا ..) (١).

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في هذه الآية: قال: قذف الله في قلب أبو سفيان الرعب فرجع إلى مكة. فقال النبي (ص): ((إن أبا سفيان قد أصاب منكم طرفا، وقد رجع وقدف الله في قلوبهم الرعب)) (٢).

أما كيف قذف الله في قلبه الرعب، فيحدثنا ابن إسحاق بسنده عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم فيقول: (.. وقد مر به - أي رسول الله (ص) - معبد بن أبي معبد الخزاعي - وكان خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة نصح رسول الله (ص) بتهامة صفقهم معه (٣) - لا يخفون عنه شيئا كان بها، ومعبد يومئذ مشرك فقال: يا محمد أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك ولوددنا أن الله عافاك فيهم. ثم خرج ورسول الله بحمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله (ص) وأصحابه، وقالوا: أصبنا حد أصحابه وأشرافهم وقادتهم ثم نرجع قبل أن نستأصلهم لنكرن على بقيتهم فلنفرغن منهم، فلما رأى أبو سفيان معبدا قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط


(١) و (٢) الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ٤٣٢/ ٤.
(٣) صفقهم معه: هواهم معه.

<<  <   >  >>