للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نثبت. وأنكم ستخالفون المسلمين إلى بيضتهم، فأعطونا بذلك رهينة. فقالوا: إنها قد دخلت علينا ليلة السبت، وإنا لا نقضي في السبت شيئا، فقال أبو سفيان: إنكم في مكر من بني قريظة فارتحلوا. وأرسل الله عليهم الريح، وقذف في قلوبهم الرعب، فأطفأت نيرانهم، وقطعت أرسان خيولهم، وانطلقوا منهزمين من غير قتال.

قال: فذلك حين يقول: {وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا}) (١).

٢ - ثم إن نعيم بن مسعود .. أتى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت. فقال رسول الله (ص): ((إنما أنت فينا رجل واحد، فخذل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة)) فخرج نعيم حتى أتى بني قريظة وكان لهم نديما في الجاهلية، فقال: يا بني قريظة قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت لست عندنا بمتهم، فقال لهم: إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساوكم، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره وإن قريشا وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فإن رأوا نهزة أصابوها وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم، وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ولا طاقة لكم به إن خلا بكم. فلا تقاتلوا مع


(١) المغازي النبوية للزهري ٧٩، ٨٠ وهي رواية عبد الرزاق عن ابن المسيب، وعن معمر عنه. والجميع عدول ثقات.

<<  <   >  >>